سنوحى وحب الوطن

قصة من أشهر القصص الأدبية الفرعونية, التي تدور احداثها حول قصة حقيقية مصرية قديمة حدثت في عهد الأسرة 12,تدل على حنين وعشق المصري القديم لبلده الأم مصر مهما كانت مناصبه خارج الدولة

فيحكى أن رجل مصري يدعى سنوحى ,كان يعملطبيبا بالعاصمة "أتيت أواى " (الفيوم) التي كانت عاصمة لمصر في هذا الوقت، وكان أبوه طبيبا من أثرياء هذه المنطقة في عصر الملك أمنمحات الأول ,ولما كان هذا الملك قد كبر في السن بدأ الصراع الخفى بين إثنين من ابنائه على وراثة الحكم،وذات ليله سمع سنوحى أثناء سيره في الطريق، حديثاً خافتاً بين رجلين, استشعر أنهما يدبران شيئاً خطيراً، فاقترب وسمع حديثهما، وعرف أن أحدهما هو سنوسرت الأول، أحد أبناء الملك أمنمحات، وكانا يرتبان خطة قتل الملك,إعتقد سنوحى أن أحد الرجلين قد لاحظ وجوده وسماعه لحديثهما، ففر سنوحى مسرعاً وهو في حيرة بين أمرين: اما أن يبلغ الملك لينقذه، أو أن يهرب بما عرفه من سر خطير ليحافظ على حياته, وفى النهاية قرر الفرار بعد أن حمل معه بعض أدواته الطبية ,, هرب سنوحى إلى بلاد رتنو (وسط بلاد الشام) وتزوج منها وأنجب أبناءا فيها, وعمل فيها طبيباً للفقراء في بادئ الأمر، حتى ذاع صيته بكنية "سنوحى المصرى", فطلبه ملك بلاد رتنو حين مرض يوماً، وتمكن سنوحي من علاجه فأحبه الملك وجعله طبيبه الخاص المقرب منه ومستشاره لاحقاً, كانت علاقة ملك "رتنو" بملك "مصر" سيئة للغاية، وكان يعد جيشه لهجوم كبير ضد مصر، وتمكن من تجهيز الجيش بسيوف معدنية، وكانت السيوف آنذاك تصنع من الخشب، حيث اعتبروا هذا السيف المعدنى تطوراً وتقدماً نوعياً سيضمن لهم النصر على الجيش المصري الذي يمتلك أسلحة تقليدية خشبية , تمكن سنوحى من الحصول على واحد من هذه السيوف، وأرسل رسالة إلى ملك مصر يطلب منه فيها الأمان ليعود لمصر ويقابله لأمر هام ,فأمنه الملك المصري على حياته فعاد سنوحي إلى مصر ومعه السلاح الجديد ,أمر الملك سنوسرت الأول بتسليح الجيش المصري بنفس السلاح، وتأتى الحرب، ويتمكن الجيش المصري من صد الغارة وملاحقة جيش العدو لخارج الحدود المصرية ,وهنا شكر أمنمحات الأول سنوحى على ما قدمه من خدمة لمصر وله، ويطلب منه أن يطلب أى شيء لمكافأته، فلا يطلب سنوحى سوى الأمان مرة أخرى ليقص عليه حكايته ويسمح له بالإقامة الدائمة و أسرته في مصر حيث كان فراق مصر عليه صعبا للغاية ,فما كان من الملك الا ان يصفح عنه ,بل ويعينه طبيبه الخاص حتى وفاته.